يوم الجمعة بين الماضى والحاضر
عندما تفكر في مرحلتى طفولتك وصباك وكيف كان ليوم الجمعة روحانيات خاصة جدا من انتهاء سهرة يوم الخميس علي أحد شرائط الفيديو لفيلم أجنبي لفان دام او انديانا جونز (المعبد الملعون) من إحدى نوادى الفيديو بكارنيه إشتراك شهرى حوالي ٢٠ أو ٣٠ جنيه وإحضار لب سوبر وأسمر ولبن أبيض لزوم السهرة اللى بتستناها من الاسبوع للأسبوع ومع إنتهاء الفيلم تشعر بأن الأجازة قد بدأت في طريقها نحو الإنتهاء وتذهب لتنام فلم يكن هناك موبايل ولا فيسبوك ولا يوتيوب.....
وتستقيظ على ال٩ صباحا لتبدأ بإحضار الفطار (عيش وطعمية وفول وبتنجان مخلل) ثم متابعة سينما الأطفال ومسلسل الكلبة لاسي ثم بعد ذلك تستحم إستعدادا لنزول صلاة الجمعة وفور انتهائها يأخذك والدك لتحضر معه الغذاء لم يكن لمفهوم التخزين في الثلاجات والديب فريزر كالأمر المعروف في وقتنا الحالى...
وترجع البيت لتتفرج على خواطر الشيخ الشعراوى وبرنامج سر الأرض ثم يحين موعد الغذاء قبل العصر مش زى دلوقتى علي المغرب ويمكن بعدها وقد اجتمعت العائلة بأكملها مفيش مفهوم أنا شبعان أو هبقي آكل لوحدى وتبدأ النقاشات وتجاذب أطراف الحوار وده كانت لمة العائلة أكثر ما نفتقده واللي انعكس بالسلب علي حاجات كتيرة جدا في التكوين النفسي لأطفالنا وإستعدادهم لمواجهة المجتمع الخارجى.
وهنا أوشك يوم الجمعة علي الانتهاء فقد كان يوم الأجازة الوحيد وتبدأ في. هذا الوقت الاستعدادات لأسبوع دراسي متعب محمل بمشقة المذاكرة في البيت وتحصيل المعلومات وقت ما كان للمدرسة دور في التعليم وللمدرسين ضمائر حية ليقدموا دورهم كما أرادهم الله.
وكان يستمر حلم يومى الخميس والجمعة في القلب والعقل كأيام للترويح عن النفس والمرح والروحانيات التى تنبعث من بين ثنايا يوم الجمعة ورائحة البخور..
ياليت يوم الجمعة يعود كما كان فيما مضي معبئا برائحة الذكريات الجميلة
❤❤❤